محطات المياه
إن فلسفة هذا العمل التقني تعتمد على فكرة بناء العديد من السدود الصغيرة المتتالية في مواقع مختارة ، وعلى طول مجاري السيول ، لكبح تدفق المياه وتعظيم الاستيعاب. في حين أن السدود التي قد شيدت كانت قليلة الارتفاع، أقل من 2-3 م، وتتجاوز هذا الارتفاع في الأماكن التي تفتقر إلى مجري سيل واضح والتي لها تدفق وحيد يمر من خلال الحوض. أما في حالات السدود التي ارتفاعها أكثر من متر فإنه تقرر عمل مصاطب والتي تتراوح من 80 سم الى متر طولا ونصف متر عرضا.
إن بناء السدود والتي تتأسس على نظام المصاطب كانت تستخدم على نطاق واسع في الماضي في تلال السيكلادز من أجل تسهيل زراعة المحاصيل. وهذا الأسلوب الذي تم تطبيقه على نطاق واسع حتى الخمسينات من القرن الماضي، يرتكز على إنشاء المصاطب الأفقية المتعاقبة، المحاطة بالحجر الجاف العمودي أو جدران البناء. ومن الواضح أن هذه المصاطب تظهر على المنحدرات الشديدة. بصرف النظر عن الحفاظ التربة وعلى الرغم من أن هذا لم يكن غرضها الأصلي فإنها تحتفظ أيضا بمياه الأمطار وبالتالي تثري طبقة المياه الجوفية. وفي العقود الأخيرة تم التخلي عن زراعة المحاصيل التقليدية على المدرجات بينما هناك العديد من الجدران الحجرية قد انهارت. ومازال تصميم سدود التجميع الحديثة في أبايرانثوس مستوحاه من التقنية التقليدية وبناؤهم يعتبر متشابه جدا للقديم من حيث الحجم والشكل والمواد.
هناك نوعان من السدود: منفذة وعازلة.السدود المنفذة بنيت في مناطق الصخور الكلسية (منفذة أيضا) من أجل إثراء الأرض بالماء بقدر الإمكان وهي مصنوعة إما من حائط من الحجر الجاف – المسقفة “المتوجة” بالخرسانة غير المسلحة في بعض الحالات – أو مزيج من الأحجار الجافة وقوالب الطوب مع وجود مناطق وسيطة وتسقيف بالخرسانة غير المسلحة.
في مناطق تكوينات الشست وهي مادة غير منفذة ، تقرر بناء سدود عازلة مصنوعة من الطوب غير المنفذ للمياه. وفي بعض الحالات، تم تشييد سدود الطين في اتجاه مجري النهر من السدود العازلة وقد تم إنشاؤها من المواد الترابية الناتجة عن بناء الأسس التي تقوم عليها السدود العازلة. وفي حالات أخرى نجد أن هناك جدران حجرية وقائية جافة قد بنيت لكي تستعب المواد الرسوبية.
علما بأن كل هذه السدود قد بنيت على شكل أقواس وهناك عامل آخر مهم في هذه الأشغال المائية ألا وهو اختيار المواقع المحددة حيث يتم تشييد السدود. وأنها قد بنيت على طول المجاري المائية، إما قبل اختلاط مجري اثنين من السيول من نفس النوع، أو قبل خروج سيل من حوض تجميع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الممرات الأضيق كانت الأكثر تفضيلا، في حين أن بناء السدود بدأت من المناطق الأكثر ارتفاعا إلى المناطق الأقل ارتفاعا، من أجل تجنب الترسب السريع الذي ينتج عن زيادة التدفق في الارتفاعات المنخفضة.
ومن المهم الإشارة هنا أن كل السدود التي شيدت تتوافق بشكل مثالي مع البيئة الطبيعية ، وكذلك مع العمارة التقليدية بالمنطقة. ويتوافق كل من حجم ونوع ومواد السدود مع خصائص المدرجات التي أُنشأت في سنوات سابقة بغرض الزراعة ومع الجدران التي تستخدم لتحديد حدود الملكية. حيث أن لم لا يحدث أي تغيير في مورفولوجية الأرض الطبيعية “لا في الشكل أو البنية” وكذلك لم يحدث أي تغير في المنشآت التقليدية الموجودة.