الوضع الحالي
يوثق هذا الموقع المعرفة والخبرة التي اكتسبها اجدادنا في التعايش والتكيف مع الطبيعة من حولهم. ان ندرة المياه في الماضي لم تكن بذلك التعقيد مقارنة بالوضع الحالي ولكن اجدادنا كانوا قادرين على استشراف المستقبل وادراك هذه الحقيقة وما يدلل على ذلك شواهد كثيرة من القلاع والبرك والسدود الترابية وآبار الجمع التي تنتشر في اطراف الاردن كما ان هذا النظام المائي المحكم التصميم والتنفيذ دليل آخر على المعرفة التقليدية والعلم في التعلم من الطبيعة والتعامل معها.
لم يعرف اسلافنا التكنولوجيا, ولكن كانت لديهم القدرة على فهم الطبيعة بدقة لذلك عملوا على الاستفادة من قوى الطبيعة مثل الجاذبية الارضية واستخدامها لتحويل المياه من سدود بنيت على الوادي المجاور لغاية جمعة وتحويله الى برك عبر قنوات محكمة البناء لا تزال شاهد عليهم منذ الآف السنين. فحوض الترسيب يوضح بشكل جلي لوسيلة من وسائل ليس فقط جمع المياه بل تنقيته من الشوائب وترسيب الاتربة المصاحبة له كمرحلة اولى وتشكل البركة الكبرى مرحلة ثانية لتصفية المياه قبل وصوله الى البئر الذي يستخدم للشرب. لقد الهمت الطبيعة اسلافنا بالمعرفة والخبره المتراكمة من العيش في منطقة جافة وفهم قوى الطبيعة وتسخيرها لتيسير احتياجات حياتهم و تعزيز انجازاتهم في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية والبيئية والاجتماعية .
واقع الموقع اليوم
انه لمن المحزن ان يفقد هذا المكان اهميته ودوره في المجالات البيئية والاقتصادية والاجتماعية ويذهب بعيدا في غياهب النسيان فيغيب عن الخارطة السياحية والثقافيه والتعليميه
غيب هذا الموقع عن حياة اليوم. فلم يعد بمقدور المياه خلف السد الترابي الوصول الى القناتين للاندفاع بأتجاه البركه الرئيسيه. كما . ويقف صامدا مهجورا يشهد على تاريخ وحصارات عريقه دون حماية يعبث فيه من لا يدركون اهميتة ومكانتة وتاريخه العريق وما تراكم فيه من معرفة وخبرة تقليديه نحن بحاجة الى ان نتعلم منه اليوم حيث تستفحل قضية المياه وشحه. وبحسب وزارة السياحة فأن المكان يخلو من المرافق التي يحتاجها السائح وهو السبب الذي حدا بها ان لا تضعه على خرائطها السياحية. يحضى هذا الموقع بزيارة الباحثين والمهتمين لتفحص تفاصيله الدقيقة.
يقف الماء خلفا ازدهار الحضارات و هو بذات الوقت مسؤول عن انهيار بعضها. ان أي مكان يقع في منطقة جافة او صحراوية و يحتوي على المياه والطعام يعتبر عامل جاذب للرحالة وعابري الطريق واولئك الذي يقصدون اداء مناسكهم الدينية. لقد سرت شائعات اثناء فترة سقوط الامبراطورية العثمانية بوجود خزائن للذهب والمكان الذي تحتفظ به رواتب الجيش و مخازن للذخيرة مما اسهمت هذه الشائعات في الاساءة للمكان والاسهام في تدمير اجزاء منه واهانته بالشكل الذي هو عليه.