الموقع

يقع نبع مار يوحنا في قرية غومة في قضاء البترون. مساحة قضاء البترون ٢٨٧ كم٢؛ يحتل الجزء الجنوبي من محافظة لبنان الشمالي. تضم هذه المنطقة ٦٦ بلدة وقرية ويبلغ عدد سكانها ٥٠ ألف نسمة. تقع البترون على بعد ٥٠ كلم شمال العاصمة بيروت، و٢٩ كلم جنوب طرابلس. وتروي مياه نهر الجوز أراضي القضاء وقراه وبلداته

تقع قرية غومة على بعد ١٢ كلم من مدينة البترون على ارتفاع ٤٥٠م. ويحدها من الشمال الغربي سمار جبيل، ومن الشمال مراح الزيات، ومن الشرق جربتا، ومن الغرب رشانا وفغال. البيئة الجيولوجية في شمال لبنان متنوعة للغاية، وتهيمن عليها تكوينات طبقية من العصر الطباشيري السفلي والوسطى تتكون من الحجارة الرملية المغطاة بالحجر الجيري البحري السميك المتكسر على نطاق واسع

من حيث المياه العذبة، يضم ساحل شمال لبنان عددًا من أنهار الدلتا الصغيرة والمتوسطة، ولكن ٦ أنهار فقط هي الدائمة. علاوة على ذلك، يتم ضخ المياه الجوفية على نطاق واسع من خلال الآبار غير الخاضعة للرقابة لأغراض الشرب والري والطاقة والاستخدام الصناعي. ويساهم هذا في انخفاض كبير في منسوب المياه الجوفية إلى جانب التدهور الملحوظ في جودة المياه بسبب تسرب مياه البحر إلى جميع أنحاء الساحل الشمالي

مناخ الساحل اللبناني هو مناخ البحر الأبيض المتوسط ​​شبه الاستوائي، حيث يكون الصيف حاراً وجافاً، والشتاء معتدلاً ورطباً. أما فصلي الخريف والربيع، فهما قصيران المدى، ويتميزان بقلة هطول الأمطار واعتدال درجات الحرارة. ويتراوح متوسط ​​درجة الحرارة على طول السهول الساحلية الشمالية بين ٢٦٫٧ درجة مئوية في الصيف و١٠ درجات مئوية في الشتاء. ونظراً لموقع أعلى الجبال المعترضة في لبنان، تتمتع المنطقة الساحلية الشمالية بأمطار غزيرة طوال العام، حيث يبلغ متوسط ​​هطول الأمطار السنوي ٩٨٠ ملم/السنة

 توجد في هذه المنطقة علامات حضارية منذ العصر الحجري، حيث سكن الإنسان رضها قبل مليون سنة. ورد ذكر مدينة البترون لأول مرة في تاريخ رسائل تل العمارنة (1370-1354 ق.م.). كونها تقع في منطقة وسط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، شهدت البترون كل الحضارات التي تعاقبت في لبنان. لذلك يمكن العثور في هذه المنطقة على آثار تركها الفينيقيون والمصريون وبلاد ما بين النهرين والفرس والهيلينيين والسلوقيين والإيطوريين والرومان والبيزنطيين والعرب والصليبيين والمماليك والعثمانيين

في العصر الروماني، كانت غومة على خريطة الطريق التي تربط ساحل البترون وصوامع القمح في بعلبك. وكان هذا الطريق محمياً بالقلاع والحصون والأبراج مما سهل نقل القمح إلى الساحل وكانت غومة تعرف آنذاك باسم “غومة طريق القمح”. وكانت أيضًا جزءًا من طريق الحرير الذي سلكه التجار لنقل الحرير الطبيعي من الصين إلى الغرب. وكانت غومة أول قرية في المنطقة تنتج الحرير فعلياً

 تضم غومة معالم ذات أهمية تراثية وسياحية وأثرية..كهوف ومقابر ومعاصر زيتون..مقبرة اسمها مقبرة الملوك بالمحلية المعروفة ببئر شينا. تضم القرية اليوم 55 منزلاً: بعضها قديم محتفظ بطابعه التراثي والبعض الآخر على الطراز اللبناني الحديث

وربما تعود تسمية الغومة إلى “غور ماو” والتي تعني باللغة السريانية منخفضاً في الأرض التي يتجمع فيها المطر خلال فصل الشتاء؛ وأطلق عليه آخرون اسم “جاما” وهذا باللغة الآرامية يعني المعبد

يعود تاريخ نبع مار يوحنا مارون إلى عام ٦٧٦م، حيث يقع على سفح الجبل على ارتفاع ٣٠٠م. المنطقة ريفية مع بعض التطور الحضري على طول الوادي، لكن المناطق الزراعية والغابات تهيمن على المنطقة في فصل الربيع

Next: محطات المياه