الوضع الحالي
الشهادات الشفهية التي يرويها السكان تؤكد وجود المنطقة ذات الخصوبة الكبيرة في وادي شيروماندراس بأشجار الخروب حتي منتصف القرن العشرين بعد الميلاد. و قد أدت سلسلة من الفيضانات في1949 إلي تلك التغيرات الكبيرة في المنظر الطبيعي حيث أنها قد ابتلعت كل أشجار الخروب كانت تجمع سنوياً فقط حول وادي شيروماندراس وكان يتم تصديرها إلي خارج كريت وكانت بذور الخروب تستخدم تقليدياً كمحلي طبيعي وأنها تستخدم حتي اليوم كغذاء للحيوانات وأغلبها الخنازير وفي إنتاج المشروبات الكحولية والدباغة وصناعة الورق إلي أخره.
ولسوء الحظ في هذه الأيام فإن العامل البشري قد أصبح السبب الرئيسي للكوارث البيئية. وفي حالة شيروماندراس عدد غير عادي من المجاري للمياه وذلك الضخ الآلي المكثف لري غابات الزيتون قد أسفرت عن استنزاف جاد للاحتياطات المائية بينما تحاصر مخلفاته مصانع النفط المياه الجوفية والسطحية. والأسوأ من ذلك، أثناء إنشاءالطريق الريفي الجديد غير القانوني في عام 1993 والقريب جداً من سد مينوان المانع في الطرف الأعلي من المنحدر، وتغطي السد بالحطام وامتلأ حوضه الصغير بالطمي بينما الطرف الشمالي من المبني قد تم هدمه بالبلدوزر.
ومع ذلك فإن الخبرة الفنية للألفية الثانية قبل الميلاد قد تحققت من خلال التفاعل المتجانس ما بين الإنسان والطبيعة يمكن استخدامه علي نحو مقنع حتي اليوم وأنه يتكيف علي نحو ملائم مع الاحتياجات المعاصرة. وبهذه الطريقة فإن الموارد المائية المتاحة يمكن من المحتمل أن يتم حمايتها واستغلالها علي أفضل وجه وعلي نحو خاص في تلك الحالات التي تكون فيها البيئة الطبيعة مشابهة لتلك التي في منطقة زاكروس (مثل امتداد حالات الجفاف في الصيف والسيول المدمرة في الشتاء) وممارسات إدارة المياه في عصور ما قبل التاريخ يمكن الاستفادة منها كطراز أولي للتطبيقات المعاصرة . وبإستخدام المواد المعاصرة والأسليب الحديثة التي تتأقلم علي نحو مناسب مع ملامح السطح وأن تأخذ في الاعتبار احتياجات المجتمع المحلي وأنه يمكن لنا الحصول علي هذه النتائج علي طول هذه الخطوط دون اللجؤ إلي الطاقة التي من صنع الإنسان .
أن وزارة الثقافة والسياحة وهيئة الغابات في لاسيزي قد بذلت جهود واضحة من أجل حماية المنطقة والشخصية الثقافية المتميزة للموقع والتي تهدف إلي منح شيروماندراس وضع الموقع الأثري المفتوح للجماهير. ومن الواضح أن من المرغوب فيه أن يتم تحريك الأنشطة الصديقة للبيئة نحو السياحة الثقافية وأن تكون السياحة الاقتصادية علي نحو مستدام. إن الجماعة المحلية سوف تستفاد دون شك مالياً من مثل هذه الأنشطة التي سوف تسهم أيضاً إلي نمو الوعي العام للحفاظ علي تراثنا الثقافي .