محطات المياه
إن الجزء الشرقي من وادي شيروماندراس يأخذ شكل منحدر صخري بميل شديد الإنحدار من الشرق للغرب. وفي الشتاء تتدفق مياه الأمطار من علي الجبال نحو الشرق مكونة سيل عارم يجري بطول المنحدر.
الشرقي مؤدياً إلي جرف التربة علي الجانب الأخر من مسقط المياه وغالباً ما تكون له تداعيات مدمرة.
وفي عصر مينون قد حاول السكان المحليين تنظيم تدفق مياه الأمطار من خلال وسائل نظام الإصلاح المائي للتربة والتي تهدف إلي حماية الأراضي الخصبة من الانجراف من مياه التلال وفي نفس الوقت تحسن الأداء الزراعي بصرف مياه الأمطار واستخدامها لترطيب سطح التربة .
وفي فترة القصر القديم (1700-1900 ) قبل الميلاد يرتبط بالخط الزمني قد تم إقامة سورين في المجري في الطرف الأعلي من المنحدر وبعرض يبلغ 150 متر .فوق سطح البحر وفي محاولة مبكرة للحفاظ علي المياه المتدفقة وأيضاً لدعم وحماية السطح المنحدر من التربة واليوم فإن الأسوار الباقية حتي الأن يصل ارتفاعها إلي 70 متر تقريباً وهي إلي حد ما منخفضة عن المبني الأول حيث أنهم ساهموا بمواد بناء الجدران الكبري التي أتت بعدهم .
أن الجدار التالي يعد صلب وقد بني بالحجر المنحوت ذو الشكل المنحني وبطول يبلغ 27 متر بينما يصل ارتفاعه في العادة 3.1 متر وهو يمتد من موقع الأسوار القديمة خلال فترة القصر الجديد (1450-1750) قبل الميلاد عند تقاطعها مع المجري المائي فهي تأخذ شكل سد مفاجئة والتي تعمل علي إعاقة سرعة تدفق المياه. هذه الحوائط تعد أسمك عند القاعدة وذلك لضمان الثبات الضروري حيث تصل الفجوة ما بين الصخور عبر ذلك المنحدر الصغير. وهناك فجوة بإتجاه الأرض الشرقية المرتفعة تصلح بمثابة قمع لتوصيل مياه الأمطار. وهو يشكل سد حاجز ( جدار 31 ) وقد بني في ذلك الوقت من العام الذي جف فيه المنحدر والمجري لم يعد في حاجة إلي إعادة توجيهه. والشكل الحالي هو عبارة عن محصلة لعدة مراحل مختلفة للبناء .
إن المياه المتدفقة علي الأرض المنحدرة في الجزء الشرقي سوف تصل إلي ذلك السد المفاجئ الذي سوف يعيقها ويبطئ من حركتها وفي حالة فيضان ذلك القمع الشرقي فإن المياه سوف ترتفع فوق ذلك السد الحاجز وتتدفق نحو الغرب وفي داخل المنحدر فإنه تم تشييد الجدران الصغيرة فيما بين الفجوات للتجويف الصخري وتكون علي مشكلاً متوازي أو متعامد مع تدفق المياه مشكلاً مظلات صغيرة رأسية إن هذه الجدران الصغيرة تعد جزء من النظام الإدارة الذي تم تصميمه من أجل إبطاء اندفاع المياه وحماية المباني في النهاية الطرفية للمنحدر. ومن المحتمل أنه في فترات الفيضان المتوسط فقد تزدهر أعمال الحرفية باستخدام المياه المحتجزة في الفجوات الصغيرة. وأخيراً الدرجات المنحوتة والمبنية في الجانب الجنوبي من المنحدر تشكل مدخلا من الجدار 14 حتي السد في الطرف الأعلي للمنحدر .
وفي الطرف الأسفل من المنحدر يوجد ثلاث جدران تعود في تاريخها إلي عصر القصر الجديد والتي تدمج في الفتحة التي تعد في المقابل نظام جبلي معقد للامداد بالمياه والذي يوفر الري للمصاطب في الوادي. والجزء الأكثر أهمية من النظام وعلي نحو خاص هي تلك الحظيرة ذات الأحجار الضخمة المنحوتة (جدار 14 ) لما يزيد عن 200 متر طول و 1.20 متر عرض والتي تحدد منطقة حوالي 28000 متر مربع ذلك الجدار الذي يشكل الحد السفلي من النظام كله يقطع محور الوادي مثل السد في الجزء الأعلي. إن الجزء المركزي لذلك الجدار والذي يعبر المضيق علي ارتفاع 111 متر فرق مستوي سطح البحر يعد الخط الثاني للدفاع ضد التدفق السريع للتيار والتي تعمل كسد اعتراضي يقوم بحجز مياه الأمطار علي نحو مؤقت والذي من شأنه أن يبطئ عند السد الأعلي والمزيد من الإبطاء في مساره الحلزوني الهابط.
إن الحوائط ذات الأحجار الضخمة المنحوتة جدار 11 وجدار 18 ) والتي تتقارب من المحتمل أنهاكانت (14) مكملة لنظام توزيع المياه المتوسط إلي المصاطب. إن الماء الذي يتم احتجازه علي نحو مؤقت عند جدار 14 يفيض بالتبعية وينتشر علي المصاطب التي تتكون من الجدارين (11،18) والتي تعطي التربة الرطوبة الضرورية للانتاج الزراعي لفترة ممتدة من الوقت. وينساب الماء الفائض من خلال هذه الجدران باتجاه الجزء الجنوبي الشرقي من الوادي إلي المصاطب المتدرجة التي تليه والذي يحتجز من خلال سلسلة من الجدران الممتدة ( جدار 10 – جدار19) موفرة الرطوبة للتربة (صورة 9ب – 11.1 ). إن هذه الجدران قد شيدت بوضع مائل باتجاه محاور الوادي بهدف تحسين انتشار الرطوبة للمصاطب أو حتي لري سطحها من خلال قنوات محفورة والتي مع ذلك غير مثبتة. لذلك في حالة الأمطار المتوسطة فإن هذه الآليات تضمن أفضل استغلال للمياه والحفاظ علي الرطوبة الكافية للتربة من أجل الزراعة.
إن منشآت إصلاح الأراضي بمينوان والتي استخدمت مرة أخري لمدة قصيرة خلال القرن الرابع قبل الميلاد كما يتضح من مبني مستطيل قد شيد بعناية تمتد علي نحو متقارب مع السد الحاجز ( جدار 31 ) في الطرف الأعلي من المنحدر.
من وجهة نظر علماء الأثار أن نظام إدارة المياه الخاص هو نموذج للأعمال العامة الكبيرة في حوض البحر المتوسط في العصر البرونزي. ذلك العمل الذي لبي الاحتياجات المحلية لسنوات عديدة يعد نموذج نادر لإصلاح أراضي مينوان التي خرجت للنور. فإن أساليب إصلاح الأراضي المتطورة قد تم توثيقها في الغالب في العصر الميسيني .اإن حالة شيراماندراس يمكن أن تقدم رؤية متعمقة في المواقع الأثرية الأخري في كريت علي نحو مهم في تحقيق فهم أفضل للمارسات في مرحلة ما قبل التاريخ للاستغلال المعتدل وإدارة للموارد المائية .