الوضع الحالي

مع ما أصاب قوة الجماعة التقليدية من ضعف فعلي في الوقت الراهن، فإن العديد من الناس تخلوا عن  التزاماتهم الجماعية.فقانون الجماعة الذي كان يستعمل لتنظيم العمل الجماعي، أصبح يعرف وباستمرار صعوبة في تنفيذه وخاصة بين أوساط الشباب.كما أن تدني الاهتمام به وبالحافز على ممارسة النشاط  الفلاحي، ساهم أيضا في تراجع الصيانة الجماعية للخطارات.

وهناك تهديد آخر تواجهه الخطارات في المغرب، يتجلى في انتشار المضخات المائية في العقود الأخيرة، وما ينجم عنها من إفراط في الضخ، أدى إلى انخفاض مستوى الفرشة المائية وجعل الخطارات تصبح غير ذات جدوى.وتعزز هذه العوامل بعضها البعض بالتزامن مع انخفاض الجريان في الخطارات وما يعقب ذلك من تناقص في أهمية الفلاحة بينما يحظى ضح الماء بكل اهتمام وتشجيع.وفي هذا السياق،

 فإن مستقبل صيانة الخطارات ونظم الري أصبح ضمانها يزداد صعوبة من حين لآخر.

الخلاصة : التحديات والآفاق

لإنقاذ الواحات وما يرتبط بها من معارف وخبرات الأجداد ، فمن الضروري اعتماد مقاربة  تشاركية  تقوم على الاستماع للسكان المحليين.وينبغي أن تكون هذه المسالة على أجندة (مفكرة) كل صانع قرار. فالهوية والجوانب الثقافية ليست مجرد عوامل  ثانوية في مثل هذه الحالة.بل على العكس من ذلك، فهي بمثابة حجر الزاوية لإرساء الأدوات والميكانيزمات اللازمة لإبداع الأفكار وتطبيقها،بل إن  الإحساس المشترك بات هو الآخر ذو أهمية قصوى في هذا المجال.

إن دراسة دقيقة حول بنية المشاريع، يمكنها أن تساعدنا على فهم كيف يتسنى التحول من التقاليد إلى الحداثة، ومن الجماعة إلى الجمعية  (العمل الجمعوي)  ومن الأرض الجماعية إلى التعاونيات ومن خدمة الجماعة (التويزة) إلى اقتصاد التضامن، دون الإساءة  إلى الاعتزاز بالنفس / الذات أو إلى افتخار السكان الذين كانوا جنودا وفلاحين أو رجال الدين.

فالأضرار الناجمة عن القرارات المتخذة والتغيرات التي حدثت خلال الفترة الاستعمارية وعرفت استعاضة  عن الجماعة المنتخبة ديمقراطيا بتعيين ” آيت إيمغليس ” وبالسلطة الاستبدادية  والرشوة التي منحت للقواد،  وتسبب كل ذلك في انقسام للمجتمع وفقدانه لوجهته.فالغش في التصويت والتلاعب بنتائجه ، نجم عنه مناخ من البغض والكراهية والريبة تجاه السلطات والجيران.

وباختصار، وبناء على  أغنية جوقة غنائية شهيرة ينشدها سكان الواحات أثناء طقوس الاستسقاء  خلال فترات الجفاف : ( = آه أيها الوالي سيدي أوسوفي، اترك الماء  يجري ، سنصلي، سنصوم وسنتوب إلى الله ).وفي الواقع، فإن كل واحد في الجماعة يعرف أن الولي لا يسيطر على احتياطي مياه السماء التي هي ملك إلهي  لاغير.ومع ذلك فإن المجتمعات الفطرية تواصل العيش والبقاء بفعل وجود الأولياء (مفردها ولي ). والأولياء  مصطلح يقصد به هنا الأشخاص الذين يعملون من أجل الله لصالح أتباعهم.وإذا ما قام هؤلاء الأولياء بعمل يساعد على جريان الماء، فإن الفقر والحزن سيختفيان.والصيغة الثانية لللازمة الموسيقية هي حول الصحة والسلوكات الجديرة بالاتباع لعودة الماء.

Next: الجدول الزمني