محطات المياه
الحصول علي المياه كان له دائماً دور هام في العمارة الرومانية إذ أن المعماريين دائماً ما يهتمون بانحدار الأسقف إلي داخل المنزل مطبقين مبدأ الانحدار المائي والمياه تصب من مزراب من خلال مواسير الأمطار لكي ما تتجمع في حوض يقع في منتصف الساحة وهو الصهريج. وإلي كونه نوع من الزخرفة فإن ذلك الصهريج يستخدم في عملية صرف المياه حيث يتم التخلص من الأتربة والقاذورات في القاع .
صهاريج تجميع مياه الأمطار في جزيرة فنتوتيني.
شكل الجزيرة والمركز المأهول فيها الذي سوف يكون حول المرفأ يتطلب قدر قليل من المياه من خلال نقاط تجميع في الجزء الأعلي من الجزيرة لكي ما يسمح بعملية توزيع سهلة للأجزاء المنخفضة. لذلك تم حفر تجويفين عملاقين تحملهما أعمدة ذات جدران وأسقف مقببة مغطاة بالعيدان الجافة علي الضفة الصخرية وكانتا عبارة عن مركز لذلك المجمع ومجري مائي مشيد جيداً في نهاية القمة الجنوبية من الجزيرة ومن خلال ذلك النظام كان يتم تجميع 800 كيلو متر مكعب من المياه كل عام ويتم توزيعها للوفاء باحتياجات المرفأ وللصناعة والاستخدامات المنزلية .
معلومة لزائر اليوم: إن كلا الصهريجين مرئيين اليوم وتحت رقابة المؤسسات الأثرية.
- (أ) صهريج فيلا ستيفانيا (أو جراتو أيكونو = كوخ أيكونو) هو الأعلي في التجويفين وقد أتي أسمه من العائلة التي كانت تحتل فنتوتيني في القرن 18 بعد الميلاد (أن أيكونو هو أسم العائلة وستيفانيا هو أسم زوجة أحد أعضاء عائلة أيكونو). وهي مقسمة إلي طرقات مقاس (5×7) لكي تسمح بإذابة الأكسجين في الماء. علاوة علي ذلك هي ذات عرض يصل إلي 700 متر مربع وتقع علي بعد 400 متر من الصهريج الأخر. أن صهريج فيلا ستيفانياجزء منه قد أجري عليه تعديل خلال القرن الثامن عشر وكان مدخله عبارة عن قوس وعدة حجرات تحت الأرض قد استخدمت في القرون المتعاقبة كمغاسل و آقبية.
معلومة لزائر اليوم : بداية من برج القلعة إلى أن تصل إلي الصهريج اليوم عليك أن تتبع فايا أوليفي وسوف تجده علي الجانب الأيسر على بعد 1,2 كيلو متر. وللوصول إلي الصهريج من أقصي الجانب الجنوبي الغربي عليك أن تتبع الدرجات الموجودة أسفل المدخل الذي يأخذ شكل القوس . - الصهريج الثاني كبير أيضاً ويغطي مساحة حوالي 1200 متر مربع وتقع بالقرب من فيلاجوليا الملكية الكبيرة من “بنتا أولو” (= لسان إيليوس). إن ذلك الخزان الكبير الذي تم حفره مباشرة في تربة صخرية وعلي عمق 10 أمتار تحت مستوي سطح الأرض والذي يشتمل علي مكان مفتوح لتجميع مياه الأمطار تحت الأرض حيث توجد قناتين مسقوفتين تتصل كل منهما بالأخري واللتان يستخدما للتخزين ويطلق عليه صهريج ديا تشارسيراتي (= المحكوم عليهم ) ويأتي ذلك الأسم من كونه أنه كان يستخدم في عصر المحافظين كمكان لحجز العمال الذين يجبرون علي القيام باعمال التشييد في الجزيرة .
معلومة لزائر اليوم: بداية من برج القلعة لكي تتعرف علي الصهريج اليوم عليك أن تتبع فايا أوليفي وسوف تجده علي بعد كيلو علي الجانب الأيمن ويمكنك أيضاً أن تري بقايا فيلا جوليا اليوم علي طرف لسان إيليوس .
ويوجد هناك أكثر من خمس صهاريج صغيرة الحجم في جزيرة فنتوتيني والتي تستخدم لأغراض نقل المياه وكانوا متصلين بواسطة مجاري مائية.
وبفضل نظام تجميع مياه الأمطار فإن تخزينها وتصريفها وتوزيعها عبر شبكة من المواسير فقد طورت فنتوتيني عدة أشكال من حياة الرفاهية ذات المستويات العالية وذلك عندما جعلها الإمبراطور أغسطس بمثابة جزء من المنتجع الملكي وحوله بعد ذلك كموضع للإقامة الملكية الصيفية .. وأن إجريبيا زوج ابنة أغسطس جوليا من المحتمل ان قام بإدارة أعمال المبني في فنتوتيني والذي يطلق عليه فيلا جوليا في بونتا أولو والتي بنيت واستخدمت في نهاية القرن الأول قبل الميلاد .
كيفية عمل الصهاريج
الصهريجين الكبيرين يتصل كل منهما بالأخر من خلال مجري مائي وهي تسير باتجاه الشمال الشرقي من الجزيرة وهو مقسم لفرعين. فرع منها يصل إلي “كالا روزانو” حيث يوجد صهريج يستخدم من جانب فيلا جوليا والذي يبدأ منه مجري مائي باتجاه المرفأ اما الثاني فعلي خلافه يتجه نحو بركة السمك .
وأن المنطقة التي تقع أعلي الصهريجين ذات انحدار خفيف (كومبليوفيوم )وذلك للقيام بحمل معظم مياه الأمطار نحو حوض التجميع الذي يطلق عليه الوعاء (امبليوفيوم) ثم بعد ذلك إلي الحاويات وبتقدير تقديري وذلك بضرب مساحة الأحواض المغذية في متوسط أمطار الجزيرة ( 600 -700 مليمتر/عام) وكل عام فإن هذا النظام لتجميع المياه يمكنه أن يخزن ما بين 700-800 متر مكعب .
من منظور مستوي التجميع الطبيعي يتم حمل مياه الأمطار في حاويات محفورة في تربة صخرية وذات نظام معقد من الممرات مغطاة في جزء منها بعيدان جافة ومن الناحية التخزينية عبارة عن أنابيب كبيرة تحت سطح الأرض تقوم بتغذية الصهاريج الفرعية التي تحمل المياه نحو كالاروزنو وبانتا اولو وسياج الفيلا الملكية وعمق هذه الأنابيب يتراوح ما بين 5-6 متر تحت سطح الأرض وعلي بعد 1.5 كيلو متر من الفيلا والمرفأ وبركة السمك.
أن كل غرفة أو حاوية قد تم تصنيعها من جدران خارجية للحجز من الخارج “بممرات منتظمة تسمح بدخول الماء “ومن الداخل “بممرات منتظمة لا تسمح بخروج الماء” وقاعدته الأرضية مصنوعة من مادة عازلة للماء وذلك من خلال استخدام العازل المائي والذي يطلق عليه الشكل المنظم وهي عبارة عن مانع من عيدان جافة والذي يستخدم أيضاً لتكسية الحوائط بارتفاع 1.5 متر من السطح وتستكمل الحجرات بأسقف علي هيئة قباب ذات شكل برميلي .
ويتم تغذية الصهاريج من خلال أبار ضيقة يتم حفرها في الأرض حيث يتم حمل مياه المطار وذلك بعد تجميعها في الأحواض السطحية ( الصهاريج ) ومن خلال سلسلة من الأنابيب المصنوعة من الرصاص تسمى “فيستولا أكواريا”
ومن خلال الملاحظات الطبوغرافية قد تم حساب ميول الآسطح من الشرق للغرب والتي يصل إنحدارها من 122 سنتيمتر إلي 12 سنتيمتر وأن ذلك الانحدار يضمن التدفق المنظم للمياه في إتجاه قناة توجد في الخزان الأخير أثناء عملية التفريغ المرحلية للصهاريج وذلك لتنظيفها وصيانتها .
تغيير استخدام الصهاريج الرومانية في فنتوتيني
بعدما أخليت جزيرة فنتوتيني في القرن الخامس كانت تقريبا غير مأهولة خلال العصور الوسطي والقرون التي أعقبتها ومع ذلك فقد كانت الصهاريج الرومانية بمثابة مأوي للرهبان والنساك والحيوانات وأيضاً لمن كانوا يقاومون الغارات الشركسية لعدة قرون وقد كانت تستخدم أيضاً كمخابئ لتخزين وإخفاء البضائع. إلي جانب ذلك الاستغلال من جانب عائلة أيكونا فإن حالة الإصلاح الكامل لصهريج قرية ستفانيا كان محل إبهار بممراته الكبيرة المتقاطعة (7×5) متر والمحمولة من خلال أعمدة محفورة في التربة الصخرية.
ومن ناحية أخري فإن صهاريج المجرمين باتساع 51.22 متر مربع ومازالت حتي اليوم تعد دليلاً علي الاستخدام القرون اللاحقة في دهان ورسومات الحوائط والحفريات وأكشاك النذور وأضرحة القديسين.
الصهريج الروماني لكنيسة القديس كانديرا – فنتوتيني
إن معظم المباني العمرانية الحالية في مدينة فنتوتيني ترجع للنصف الثاني من القرن الثامن عشر من حكم المحافظين وكذلك كنيسة القديس كانديرا التي بنيت في عام 1769 علي ميدان يطل علي المرفأ الروماني وتحت ساحة الكنيسة يوجد صهريج أخر مغطي بجسر والذي تم اكتشافه مؤخراً أثناء أعمال الترميم وهو يحتوي علي مدخنة ضيقة طولها حوالي 7 متر موصلة بحوض فخاري مستطيل (6×6متر) وسرداب برميلي وحوائط مغطاة بسقف عازل مانع لتسرب المياه ويتم تغذيته من خلال قناة واحدة محفورة في الصخر .
أعمال المياه في سانتو ستيفانو
على بعد 2 كيلو متر من فنتوتيني أخذت جزيرة بإسمها الحالي سانتو ستيفانو بناء على اتفاق أبرمه القديس ستيفن. وقد تم السيطرة على الجزيرة واصبحت مشهورة بتراث ذلك السجن المسلح (وهو المبني الذي علي شكل حدوة الفرس والذي في وسطه يمكن أن تري زنازين المحكوم عليهم) والذي بني في عصر المحافظين (1795) .
أن عملية توصيل المياه لمثل هذا المجتمع الكبير قد دعمت مرة أخري من خلال صهريجين كبيرين فوق الذي بُني عليهما السجن ذاته. في حين أن الساحة الداخلية للسجن كانت مقسمة إلي جزئيين منفصلين لجمع مياه الأمطار كنوع من الصهاريج الأرضية وتكون أحواض تجميع المياه ظاهرة في ساحة السجن .
أن نظام جمع مياه الأمطار كان يعمل بكفاءة في توفير المياه للمحكوم عليهم لمدة لا تزيد عن 15 عام .. وحتي عام 1965 عندما أغلق السجن وتم استخدام خزانات المياه لتوفير الماء لجزيرتي سانتو ستيفانو وفنتوتيني .